تعريف
اللعب :
تعرض
كثير من الباحثين لتعريف اللعب.وقد جاءت هذه التعريفات
على اختلافها ذات سمات مشتركة تتركز في النشاط والدافعية وسنعرض جانباً كبيراً منها يكفي لإعطاء صورة واضحة عن هذا
المظهر من مظاهر نشاط الطفل.
1- سنبدأ
بالتعريف الذي يعرضه قاموس التربية لمؤلفه ( Good ) يعرف
جود اللعب أنه ( نشاط
موجه ( directed ) أو
غير موجه ( free ) يقوم
به الأطفال من أجل تحقيق المتعة
والتسلية ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية .
2- ويكمل تعريف جود للعب
تعريف شابلن له ( chaplin 1970 ) في
قاموس علم النفس وهو ( نشاط يمارسه الناس أفراداً
أو جماعات بقصد الاستمتاع ودون أي دافع آخر ) .
3- يعرف
عدس ومصلح ( 1980 ص68
) اللعب في كتابهما ( رياض الأطفال ) على أنه : ( استغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد ولا يتم
اللعب دون طاقة ذهنية أيضاً ) .
4- تعرف كاترين تايلور ( 1967 ) اللعب على أنه: ( أنفاس الحياة بالنسبة
للطفل أنه حياته وليس مجرد
طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات فاللعب للطفل هو كالتربية والاستكشاف
والتعبير الذاتي والترويح والعمل للكبار ) .
5-
يعرف بياجه اللعب على أنه : ( عملية تمثل ( Assimilation ) تعمل
على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات
الفرد.فاللعب والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء ) .
6-
وقد أشار الكاتب الفرنسي كيلوا
( Cailois ) إلى سمات للعب في
كتابه ( الألعاب والناس ) ( 1958 Cailois ) ومن
هذه السمات :
·
آ-
اللعب مستقل ( Separate ) ويجري
في حدود زمان ومكان محددين ومتفق عليهما .
· ب- اللعب غير أكيد
( Uncertain ) أي لا يمكن التنبؤ بخط سيره وتقدمه أو نتائجه وتترك حرية ومدى ممارسة الحيلة والدهاء فيه لمهارة اللاعبين
وخبراتهم.
· ج- يخضع لقواعد أو قوانين معينة
أو إلى اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد المتبعة وتحل محلها بصورة مؤقتة.
· د- إيهامي ( Fictional ) أو
خيالي أي أن اللاعب يدرك تماماً إن الأمر لا يعدو كونه
بديلاً للواقع ومختلفاً عن الحياة اليومية الحقيقية
ولا شك أن اللعب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية بل هو كما قال ( روسو ) : أسلوب الطبيعة في التربية ووسيلتها لإعداد الكائن الحي للعمل الجدي في المستقبل 0( حنورة ، 1996 )
ولا شك أن اللعب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية بل هو كما قال ( روسو ) : أسلوب الطبيعة في التربية ووسيلتها لإعداد الكائن الحي للعمل الجدي في المستقبل 0( حنورة ، 1996 )
أنواع اللعب عندالأطفال :
تتنوع أنشطة اللعب عند الأطفال من حيث
شكلها ومضمونها وطريقتها
وهذا التنوع يعود إلى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصها في المراحل العمرية من جهة وإلى الظروف الثقافية
والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى
وعلى هذا يمكننا أن نصنف نماذج الألعاب عند الأطفال إلى الفئات التالية :
الألعاب التلقائية
هي عبارة عن شكل أولي من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل حراً وبصورة
تلقائية بعيداً عن القواعد المنظمة للعب وهذا
النوع من اللعب يكون في معظم الحالات إفراد يا وليس جماعياً حيث يلعب كل طفل كما
يريد.
ويميل الطفل في مرحلة اللعب التلقائي
إلى التدمير وذلك بسبب نقص الاتزان
الحسي الحركي إذ يجذب الدمى بعنف ويرمي بها بعيداً وعند نهاية العام الثاني من عمره يصبح هذا الشكل من اللعب أقل تلبية
لحاجاته النمائية فيعرف تدريجياً ليفسح المجال
أمام شكل آخر من أشكال اللعب .
الألعاب التمثيلية :
يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص
لشخصيات الكبار مقلداً سلوكهم
وأساليبهم الحياتية التي يراها الطفل وينفعل بها.
وتعتمد الألعاب التمثيلية
- بالدرجة الأولى - على خيال الطفل الواسع ومقدرته الإبداعية ويطلق على هذه الألعاب ( الألعاب الإبداعية )." تذهب
البنات الصغيرات - ربات البيوت إلى المخزن
ويتشاورن حول إعداد طعام الغداء فتقول إحداهن وقد بدت على وجهها علامات الجد
:
(( إن
زوجي يحب أكل البفتيك ولكن ابنتي لا تأكل سوى الفطائر - وتقول الثانية هازة رأسها : وزوجي يحب أكل السمك لأنه كما يقول كره
النقانق )) وعندما تدخل ربة البيت إلى
المخزن تطوف فيه وتنتقل من قسم إلى آخر وتسأل عن الأسعار وتشم رائحة اللحم المقدد وتدفع الحساب لقاء جميع ما اشترته وتحسب
الباقي. وهنا تتذكر أن ابنها سيعود الآن
من المدرسة وأن طعام الغداء غير جاهز بعد ، فتمضي مسرعة إلى البيت ( لوبلينسكايا
1980 ص154 ) .
ويتصف هذا النوع من اللعب بالإيهام
أحياناً وبالواقع أحياناً أخرى إذ
لا تقتصر الألعاب التمثيلية على نماذج الألعاب الخيالية الإيهامية فحسب بل تشمل ألعاباً تمثيلية واقعية أيضاً تترافق مع تطور نمو
الطفل .
الألعاب التركيبية
:
يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل وضع
الأشياء بجوار بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف
مصادفة أن هذه الأشياء تمثل نموذجاً ما يعرفه فيفرح لهذا الاكتشاف ومع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية وأكثر
بنائية على الرغم من اختلاف الأطفال في قدراتهم
على البناء والتركيب .
ويعد اللعب التركيبي من المظاهر
المميزة لنشاط اللعب في مرحلة
الطفولة المتأخرة ( 10-12 ) ويتضح ذلك في الألعاب المنزلية وتشييد السدود . فالأطفال الكبار يضعون خطة اللعبة
ومحورها ويطلقون على اللاعبين أسماء معينة
ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من خلال الإجابات أحكاماً على سلوك الشخصيات الأخرى ويقومونها .
ونظراً لأهمية هذا النوع من الألعاب
فقد اهتمت وسائل
التكنولوجيا المعاصرة بإنتاج العديد من الألعاب التركيبية التي تتناسب مع مراحل نمو الطفل كبناء منزل أو مستشفى أو مدرسة
أو نماذج للسيارات والقطارات من المعادن
أو البلاستيك أو الخشب وغيرها.
الألعاب
الفنية
تدخل في نطاق الألعاب التركيبية
وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع
من الوجدان والتذوق الجمالي في حين تعتمد الألعاب التركيبية على شحذ الطاقات العقلية المعرفية لدى الطفل ومن ضمن الألعاب
الفنية رسوم الأطفال التي تعبر عن التألق
الإبداعي عند الأطفال الذي يتجلى بالخربشة أو الشخطبة scrupling
هذا والرسم يعبر
عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه بهذا النشاط . ويعبر الأطفال في رسومهم عن موضوعات متنوعة تختلف باختلاف العمر.
فبينما يعبر الصغار في رسومهم عن
أشياء وأشخاص وحيوانات
مألوفة في حياتهم نجد أنهم يركزون أكثر على رسوم الآلات والتعميمات ويتزايد اهتمامهم برسوم الأزهار والأشجار
والمنازل مع تطور نموهم .
وتظهر الفروق بين
الجنسين في رسوم الأطفال منذ وقت مبكر فالصبيان لا يميلون إلى رسم الأشكال الإنسانية كالبنات ولكنهم يراعون النسب الجسمية
أكثر منهن . فبينما نجد أن الأطفال جميعهم
يميلون إلى رسم الأشخاص من جنسهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة نجد أن البنات يبدأن في رسم أشكال تعبر أكثر عن الجنس
الآخر بعد الحادية عشرة . وتشتمل رسوم
الأولاد على الطائرات والدبابات والمعارك في حين تندر مثل هذه الرسوم عند البنات ويمكن أن نرجع ذلك إلى أسلوب التربية
والتفريق بين الصبيان والبنات من حيث الأنشطة
التي يمارسونها والألعاب التي يقومون بها.ومما يؤثر في نوعية الرسوم أيضاً المستويات الاقتصادية والاجتماعية للأسر
إلى جانب مستوى ذكاء الأطفال.
الألعاب الترويحية والرياضية :
يعيش الأطفال
أنشطة أخرى من الألعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس بإيجابية عليهم.فمنذ النصف
الثاني من العام الأول من حياة الطفل يشد إلى بعض الألعاب البسيطة التي يشار إليها غالباً على أنها (( ألعاب الأم
mother games لأن الطفل يلعبها غالباً مع
أمه.وتعرف الطفولة انتقال أنواع من الألعاب من جيل لآخر مثل (( لعبة الاستغماية )) و ((السوق )) (( والثعلب فات ))
و (( رن رن يا جرس )) وغير ذلك من الألعاب
التي تتواتر عبر الأجيال.
وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم الطفل
باللعب مع الجيران حيث
يتم اللعب ضمن جماعة غير محددة من الأطفال حيث يقلد بعضهم بعضاً وينفذون أوامر قائد اللعبة وتعليماته.وألعاب هذا
السن بسيطة وكثيراً ما تنشأ في الحال
دون تخطيط مسبق وتخضع هذه الألعاب للتعديل في أثناء الممارسة. وفي حوالي الخامسة يحاول الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة
السير على الحواجز أو الحجل على قدم واحدة
أو ( نط الحبل ) وهذه الألعاب تتخذ طابعاً فردياً أكثر منه جماعياً لأنها تفتقر إلى التنافس بينما يتخلى الأطفال عن هذه
الألعاب في سنوات ما قبل المراهقة ويصبح
الطابع التنافسي مميزاً للألعاب حيث يصبح اهتمام لا متمركزاً على التفوق والمهارة.
والألعاب الترويحية والرياضية لا تبعث
على البهجة في نفس الطفل فحسب بل
إنها ذات قيمة كبيرة في التنشئة الاجتماعية. فمن خلالها يتعلم الطفل الانسجام مع الآخرين وكيفية التعاون معهم في الأنشطة
المختلفة.
ويؤكد
( دي بوا 1952 ص370
- 371 ) على قيمة هذه الأنشطة في تنشئة الطفل وفقاً لمعايير الصحة النفسية :(( فهذه الأنشطة تتحدى الطفل لكي ينمي
مهارة أو يكون عادة وفي سياقها يستثار
بالنصر ويبذل جهداً أكبر.وحينما لا يشترك الناس في صباهم في ألعاب رياضية فإنهم يحصلون على تقديرات منخفضة وفقاً لمقاييس
التكيف الاجتماعي والانفعالي للناجحين.
فمثل هؤلاء الأشخاص كثيراً ما يتزعمون الشغب ويثيرون المتاعب لأنه لم تكن لديهم الفرصة لأن يتعلموا كيف يكسبون بتواضع
أو يخسرون بشرف وبروح طيبة أو يتحملون
التعب الجسمي في سيبل تحقيق الهدف وباختصار فإن أشخاصاً كهؤلاء لا يحظون بميزة تعلم نظام الروح الرياضية الطيبة وهي لازمة
للغاية لحياة سعيدة عند الكبار
والواقع أن الألعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات الحركية والاتزان الحركي والفاعلية الجسمية لا تقتصر على مظاهر النمو الجسمي السليم فقط بل تنعكس أيضاً على تنشيط الأداء العقلي وعلى الشخصية بمجملها.
والواقع أن الألعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات الحركية والاتزان الحركي والفاعلية الجسمية لا تقتصر على مظاهر النمو الجسمي السليم فقط بل تنعكس أيضاً على تنشيط الأداء العقلي وعلى الشخصية بمجملها.
فقد بينت بعض
الدراسات وجود علاقة إيجابية بين ارتفاع الذكاء والنمو الجسمي السليم لدى الأطفال منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية المراهقة
.
الألعاب الثقافية
:
هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث
يكتسب من خلالها معلومات
وخبرات.
ومن الألعاب الثقافية القراءة والبرامج الموجهة للأطفال عبر الإذاعة والتلفزيون والسينما ومسرح الأطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة
إن الطفل الرضيع في العام الأول يجب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له البهجة وفي العام الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان زاهية ويستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور هذا إلى جانب ذلك تعد القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالساً في حضن أمه أو شخص عزيز عليه كما يقول جيرسيلد.ويمكن تبين الميل نحو القراءة عند الأطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه الإمساك بها
وغالباً ما يميل الأطفال الصغار إلى القصص الواقعية بينما أن اتجاه الأم نحو الخيال له تأثير هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية.ويفضل معظم الصغار القصص التي تدور حول الأشخاص والحيوانات المألوفة في حياتهم ويميلون إلى القصص الكلاسيكية مثل ( سندريلا - وعلي بابا والأربعين حرامي ) كما يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية والدرامية.ويميلون أيضاً في سنوات ما قبل المدرسة بسبب ما يتصفون به من إحيائية animism إلى القصص التي تدور حول حيوانات تسلك سلوك الكائنات الإنسانية ( ويلسون 1943 ) .
ومن الألعاب الثقافية القراءة والبرامج الموجهة للأطفال عبر الإذاعة والتلفزيون والسينما ومسرح الأطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة
إن الطفل الرضيع في العام الأول يجب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له البهجة وفي العام الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان زاهية ويستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور هذا إلى جانب ذلك تعد القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالساً في حضن أمه أو شخص عزيز عليه كما يقول جيرسيلد.ويمكن تبين الميل نحو القراءة عند الأطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه الإمساك بها
وغالباً ما يميل الأطفال الصغار إلى القصص الواقعية بينما أن اتجاه الأم نحو الخيال له تأثير هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية.ويفضل معظم الصغار القصص التي تدور حول الأشخاص والحيوانات المألوفة في حياتهم ويميلون إلى القصص الكلاسيكية مثل ( سندريلا - وعلي بابا والأربعين حرامي ) كما يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية والدرامية.ويميلون أيضاً في سنوات ما قبل المدرسة بسبب ما يتصفون به من إحيائية animism إلى القصص التي تدور حول حيوانات تسلك سلوك الكائنات الإنسانية ( ويلسون 1943 ) .
ومع تطور النمو يتغير
تذوق الطفل للقراءة إذ أن ما كان يستثيره في الماضي لم يعد يجذب انتباهه الآن ومع نموه العقلي وازدياد خبراته يصبح أكثر واقعية.إن
القدرة القرائية لدى الطفل تحدد
ما يحب ويفضل من القصص.والاهتمام الزائد بالوصف والحشد الزائد مما هو غريب على الطفل يجعل الكتاب غريباً عنه وغير مألوف
لديه.
وتكشف الدراسات أن الميل نحو القراءة عند الطفل تختلف من مرحلة ( عمرية )
لأخرى في سنوات المدرسة حيث يتحدد بموجبها
أنماط الكتب التي يستخدمها .
ففي
حوالي السادسة أو السابعة يميل
الطفل إلى قراءة القصص التي تدور حول الطبيعة والرياح والأشجار والطيور كما أنه يهتم بحكايات الجن أو الشخصيات الخرافية التي
تكون قصيرة وبسيطة .
وفي حوالي التاسعة
والعاشرة من عمر الطفل يضعف اهتمامه بالحكايات السابقة ويميل إلى قصص المغامرة والكوميديا والرعب وقصص الأشباح.ومع
نهاية مرحلة الطفولة تتعزز مكانة القراءة
في نفوس الأطفال وخاصة لدى البنات.أما في مرحلة المراهقة تصبح الميول القرائية لدى المراهقين أكثر صقلاً وأكثر إمتاعاً
من الناحية العقلية.فبينما يهتم الأولاد
بالموضوعات التي تتعلق بالعلم والاختراع تهتم البنات بالشؤون المنزلية والحياة المدرسية.وفي المراهقة يصل الولع
بالقراءة إلى ذروته.نتيجة للعزلة التي يعاني
منها المراهقون.حيث ينهمكون في القراءة بغية الهروب من المشكلات التي تعترضهم من جهة وإلى زيادة نموهم العقلي والمعرفي
من جهة أخرى.
ويظهر اهتمام المراهقين
بالكتب التي تتحدث عن الأبطال التاريخيين والخرافيين.فبينما يهتم الأولاد في هذه السن بالاختراعات والمغامرات تهتم
البنات بالكتب المتعلقة بالمنزل والحياة
المدرسية والجامعية .
والواقع أن حب الكتاب والقراءة تمثل
أحد المقومات الأساسية التي
تقوم عليها فاعلية النشاط العقلي.لذا يتطلب ذلك تكوين عادات قرائية منذ الطفولة وأن تتأصل عند الأطفال مع انتقالهم
من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى ( الحياري ، 1992 )
أهمية اللعب في حياة الأطفال وفوائده :
اهتم العلماء كثيراً في بيان آثار
اللعب في حياة الأطفال.فهذا
عالم النفس الألماني ( كارل بيولر ) يؤكد أهمية اللعب في النمو العقلي للطفل وهذا العالم الروسي ( ماكارينكو )
يؤكد التأثير البالغ للعب في تكوين شخصية
الطفل ومن المؤكد أن للعب فوائده من نواح عديدة.وسنوضح فيما يلي فوائد اللعب من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية
والخلقية والتربوية
1- من الناحية الجسمية :
اللعب نشاط حركي ضروري
في حياة الطفل لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم
ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل AURPLUS energy outlet ويرى بعض العلماء أن هبوط مستوى اللياقة
البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند
الطفل لأن البيوت الحالية المؤلفة من عدة طوابق قد
حدت من نشاط الطفل وحركته فهو يحتاج إلى الركض والقفز والتسلق وهذا غير
متوافر
في الطوابق الضيقة المساحة فمن خلال اللعب يحقق الطفل التكامل بين وظائف
الجسم
الحركية والانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير والمحاكمات ويتدرب على تذوق
الأشياء
ويتعرف على لونها وحجمها وكيفية استخدامها
2- من الناحية العقلية :
اللعب يساعد الطفل على
أن يدرك عالمه الخارجي وكلما تقدم الطفل في العمر استطاع أن ينمي
كثيراً من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة
معينة.ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها
من
أشكال اللعب الذي يميز مرحلة الطفولة المتأخرة تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة
عن
العالم الذي يحيط به.يضاف إلى هذا ما تقدمه القراءة والرحلات والموسيقى
والأفلام
السينمائية والبرامج التلفزيونية من معارف جديدة.وفي إحدى الدراسات التي
أجريت
على أطفال الرياض والمدارس الابتدائية في بريطانيا في سن (4-7 ) سنوات لوحظ
أن
الأطفال الذين أبدوا اهتماماً خاصاً باللعب بالسفن وبنائها ونظام العمل فيها
ازدادت
حصيلتهم اللغوية.
وخلاصة الأمر يجب
تنظيم نشاط اللعب على أساس مبادئ التعلم القائم على حل المشكلات وتنمية
روح الابتكار والإبداع عند الأطفال.
3- من الناحية الاجتماعية :
إن اللعب يساعد
على
نمو الطفل من الناحية الاجتماعية ففي الألعاب الجماعية يتعلم الطفل النظام
ويؤمن
بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة.وإذا لم
يمارس
الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره
الآخرين
لكنه بوساطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما
يعترضه
من مشكلات ( ضمن الإطار الجماعي ) وأن يتحرر من نزعة التمركز حول
الذات
4- من الناحية الخلقية :
يسهم
اللعب في تكوين النظام
الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل.فمن خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار معايير السلوك الخلقية كالعدل والصدق
والأمانة وضبط النفس والصبر.كما أن القدرة
على الإحساس بشعور الآخرين " empathic ability " تنمو
وتتطور من خلال العلاقات
الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته.
وإذا كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع
والخيال فإن الطفل من خلال اللعب وفي سنوات
الطفولة الأولى يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز فيبدأ في تكوين صورة عن هذه الذات وإدراكها على نحو متميز عن ذوات الآخرين
رغم اشتراكه معهم بعدة صفات .
5- من الناحية التربوية
:
لا
يكتسب اللعب قيمة تربوية إلا
إذا استطعنا توجيهه على هذا الأساس لأنه لا يمكننا أن نترك عملية نمو الأطفال للمصادفة.فالتربية العفوية
Laissez Faire التي اعتمدها روسو لا تضمن تحقيق
القيمة البنائية للعب وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بالتربية الواعية التي تضع خصائص نمو الطفل ومقومات تكوين شخصيته في
نطاق نشاط تربوي هادف.وقد أجريت دراسات
تجريبية على أطفال من سن 5-8 سنوات في ( 18 ) مدرسة ابتدائية وروضة أطفال منها (6) مدارس تجريبية تقوم على استخدام نشاط
اللعب أساساً وطريقة للتعليم وقد تراوح
وقت هذا النشاط ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يومياً و(12) مدرسة تؤلف المجموعة الضابطة التي لم يكن فيها تقريباً توظيف
للعب نشاطاً للتعلم ( درويش ، 1983 ) .
إرسال تعليق