آخر المواضيع

الجمعة، 19 يونيو 2015

البيئة والوراثة

   الفهرس  .

      ×        المقدمة .
      ×        تعريف الوراثة واهم العلما الذين برعوا في هذا المجال .
      ×        تجارب مندل وقوانينه في علم الوراثة .
      ×        الأصل الذي به تكون الجنين في رحم ألام .
      ×        كيف يكتسب المولود الصفات الوراثية من أبوية ؟
      ×        التشوهات التي يصاب بها الإنسان .
      ×         علاقة الدم بالأمراض الوراثية و التشوهات الخلقية .
      ×        ذكر بعض الأمراض الوراثية السائدة في المجتمعات .
      ×        أثر البيئة في الوراثة .
      ×        الطفرة وذكر بعض أسبابها.
      ×        حرب الخليج واليورانيوم المنضب وأثره علي أطفال العراق بإصابتهم بالعاهات الوراثية.
      ×        الوراثة والاستنساخ .
      ×        الخاتمة.
      ×        الملاحق .

     

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين  وصلواته على اشرف المرسلين ، محمد خاتم النبيين واله وصحبة اجمعين .
وبعد :
  نحن نلاحظ كل من التفاح والبرتقال والمشمش وغيرها تختلف في الطعم والرائحة والشكل ، وأيضا ندرك الاختلاف في كل من النبات والحيوان والإنسان ، ويشابة الأبناء عادةً الآباء في لون العين وطول القامة وبصفة عامة في الشكل الظهري ؛ وكل هذا يفسر أن الوراثة تلعب دوراً هاماً في حياتنا، لهذا وجدت إن هذا الموضوع له أهمية كبيرة فنجده يرتبط بكل العلوم مثل { العلم البيطري ، والتربية ، والطب البشري ، والزراعة ، الخ } . وقد أسس هذا العلم في بداية القرن العشرين .
وقد شهد هذا العلم في النصف الثاني من قرنه ازدهاراً سريعاً ونمواً مذهلاً ، وقد تشعب هذا العلم ،وتفرع  بحيث اصبح كل فرع يكاد أن يكون علماً مستقلا ًقائما بحد ذاته ولو إن الغاية واحدة في جميع هذه الفروع وهي البحث عن الحياة وكل ما يتعلق بها ،ويمكن حصر الأفرع الرئيسية في علم الخلية والوراثة السيكولوجية والوراثة العشائر والوراثة الكميه والوراثة التكوينية والوراثة ألا شعاعيه ووراثة الطفرات واستحداثها .
حينما نجد علماً مثل علم الوراثة له تفرع مثل هذا التفرع يجبان تكون له أهمية كبرى   ، إذ  انه  فسر أ أشياء كثيرة كانت مبهمة عند العلماء مثل انه قد فسر بعض الأمراض مثل مرض، { الليوكيميا ، ضغط الدم ، وعمى الالوان ، تاي سكس ، ولون الجلد ،والطول، والصلع ، ومرض السكري ، وراثة الاستعداد للمرض ، …..الخ} ، وعلاقة البيئة والتكنولوجيا بالأمراض الوراثية .
[لهذا لقد دفعتني رغبتي لأكتب في هذا الموضوع لإفادة نفسي ولإفادة غيري في هذا الموضوع أرجو أن تعم الفائدة لقارئ هذا الموضوع  ] .
         وأسأل الله أن يكون قد وفقنا لنفع دارسي هذا الموضوع   .


تعريف الوراثه واهم العلماء الذين برعوا في هذا المجال

على مر العصور كانو الناس يتعاملون مع هذا العلم كانه ليس بعلم بحد ذاته ، السلالات المختلفه من النبات الواحد لتهجينها واستنباط نتائج أفضل وانبتت هذه النباتات زرعاً منها مما يثبت إنها من نوع واحد وقد وجد علماء الوراثه إن في إيران وإسياء الصغرى  قمح يعود عهده إلى حوالى 900 سنه وبتحليل تلك الحبوب ماهي إلى ناتج من تهجين نوع معين من الحبوب مع نوع اخرى ويسمى تهجين السلالات المختلفه من نوع واحد بالتهجين المختلط العائلي وايضا يوجد تهجين مختلط بين الحيونات فقد عمل الاقدمون على تزاوج الخيل بالحمير لإنتاج فصيله قويه من هذه الحيونات وقد أنتج هذا التهجين  ما يسمى البغال ولكن هذه الحيونات التى انتجت من التهجين عقيمه .

أما في القرن الخامس قبل الميلاد ابتدا إهتمام الإغريق باكائنات الحية ويعتبر فيثاغورس من اوائل من ناقشوا هذه الموضوعات والقرن الرابع قبل الميلاد ظهرت مؤلفات ارسطو عن الحيوان اما في عام 1665 ميلادي أولمن فحص الخلايا النباتيه ووصفها كانه قد دق باب لفتح علم جديد [علم الوراثه ] روبرت هوك ومن بعده ليفنهوك الذي إخترع الميكروسكوب في القرن السابع عشر فحص الحيونات المنويه لحيونات مختلفه وايضا تمكن ملبيجى ودى جراف في اوخرى ذلك القرن من فحص المبايض في بعض الثديات والحشرات ومشاهدة البويضات وغيرهم من العلماء الذين برعوفي  هذا علم  الأحياء وجاء من بعدهم في عام 1670 ميلادى  العالم الالماني النباتي كولتير وهو اول من درس تاثير التلقيحات

بين النباتات  علاوة على انه أول من ذكر ضرورة دراسة الهجين في التهجينات اما في النصف الاول من القرن التاسع عشر كثير من العلماء مثل سبرنجيل وفيجمان وسار جارين وجارتنر بابحاث كولرتير فقد درس سبرنجيل بالتفصيل العلاقه بين الازهار والحشرات واعادفيجمان  تجارب كولرتيرواعطى اهميه خاصه للهجين بين اجناس مثل البيزم والفيشياولأحظ وناقش ظاهرة السيادة في الهجين وإحتمال الإخصاب الخلطي في الطبيعه ونشأ هجين الأصناف واهمية لعلم النبات والزراعه وأيضا أهميتها لعلم الوراثه إذلم يدركو اهمية هذه الحقائق لهذا العلم  الذي لم يوضع له قوانين واسس في القرن التاسع عشر .
وفي النصف الاخر من القرن التاسع عشر حدث فية من اهم الأكتشافات البيولوجيه فظهرفي عام 1859 إكتشافات داروين في كتابه [منشأ الانواع عن طريق الانتخاب الطبيعيي] ومن بعد هذا العالم ومنقبله جاءوا علماء ابرعوا في البيولوجيه وجاء عالم قد أسس هذا العلم من عام 1865ميلادي ووضع له قوانينه  من إكتشاف تجارب مندل في عام1900ميلادي و إعتبر عصر جديداً في تاريخ التوارث والاختلاف فبذلك  أقترح بيتسون كلمه[ GENETICE]بمعني الوراثه في مؤتمر عالمي الثالث للتهجينات  الذي كان منعقد في باريس لعام 1906ميلادي لكن إعطاء تعريف لهذا  العلم يمكن القول بأن الوراثه هو العلم الذي يسعى إلى تفسير التشابه والاختلاف بين الافراد التى تربط بصلة قرابه .

  تجارب مندل وقوانينه في ا لوراثه .

 

كان جريجور مندل دائم الاهتمام بموضوع الوراثه مما قاده الى القيام بسلسله من التجار ب على النباتات .وقد اختار نبات البازلاء موضوعا لدراسته . وذلك لوجود العديد من الصفات الواضحه والمتضادة في هذا النبات فساق النبات طويل أو  قصيرة ولون الازهار فيه ملون او أبيض والبذور ملساء أو مجعده … الخ .كما أن زهرة البازلاء خنثى ؛أي أنها تحتي على اعضاء تناسليه ذكرية وأخرى أنثوية الامر الذي يسمح باءمكانية تلقيحها ذاتيا أو خلطيا .

وقدبدا مندل دراسته باختيار إحدى الصفات المتضادة في البازيلاء ففي واحدة من التجاربه الاولى درس صفتى طول الساق وقصره المتضادتين حيث قام باختيار نبات بازيلاء طويلة الساق بصوره نقيه وقدتضمن ذلك باءجراء تلقيح ذاتي في هذا النبات لعدة اجيال فكانت جميع الافراد الناتجه طويلة الساق . كما اختار نبات بازيلاء أخر قصيره الساق وتاكد من نقاوة صفة قصر الساق بنفس الطريقة السابقة .

بعد ذلك قام بتهجين هذين النباتين إذنقل حبوب اللقاح من متك النبات طويل الساق الى ميسم النبات قصير الساق كمانقل حبوب اللقاحمن متك النبات قصير الساق الى ميسيم النبات طويل الساق . وحتى يضمن عدم حدوث التليقيح الذاتي قطع اسدية النبات الذي نقلت اليه حبوب اللقاح . وبعد فترة جمع البذور الناتجه من عملية التلقيح والاخصاب وزرعها فكانت جميع النباتات الناتجه طويلة الساق وهي نباتات الجيل الاول .

ولماكانت نباتات الجيل الاول ذات سيقان طويلة افترض مندل بان الطول هي الصفة السائدة وان القصر هي الصفه المتنحية بعد ذلك قام باءجراء تلقيح ذاتي لاحد نباتات الجيل الاول   طويله الساق فاعطت بذورا قام بزرعها فكونت الجيل الثاني الذي اشتمل على نباتات طويلة الساق واخرى قصيرة الساق بلغ عددها في هذه التجربه سبع مئه وسبع وثمانين  نباتاً طويل الساق ومئتان وسبع وسبعين نباتاًقصير الساق أي ثلاثة أرباع النباتات الناتجه كانت طويلة الساق وإن الربع الباقي كان قصير الساق .لذلك اقترح مندل أن جسم الكائن الحي يحتوي علىعدد من التراكيب المجهريه اطلق عليها اسم العوامل الوراثية أي هي الجينات وان هذه العوامل تسيطر على ظهور الصفات الوراثيه في الكائن الحي وبناء على ما اقترحه مندل فاءن لكل صفه متضاده في نبات البازيلاء عوامل الوراثيه منفصله خاصة بها فمثلا يحددبعضها  إنتاج ساق طويله في النبات في حين يحدد بعضها الاخر إنتاج ساق قصيرة وحتى يمكن تفسير ظهور الصفة السائده والمتنحيه بنسبة ثلاثة علي واحد بين افراد الجيل الثاني افترض  مندل العوامل الوراثيه بشكل أزواج وبناء على التجارب السابقه وضع مندل إستنتاجاته في قانون يعرف بقانون مندل الاول و الانعزال العوامل .وينص هذا القانون بان تتحدد كل صفه وراثيين ينفصل بعضهما عن بعض كلياً عند تكوين الجاميتات .


  قانون مندل الثاني .

لم يكتف مندل بدراستة لصفة واحدة في نبات البازيلاء ، بل تابع تجاربة واختار صفتين معا لدراسة كيفية توارثهما . وفي واحدة من تجاربة زاوج بين نبات بازيلاء طويل الساق ملون الازها متماثل الجينات للصفتين ونبات بازيلاء قصير الساق أبيض الازهار ، فكانت جميع أفراد الجيل الاول طويلة السيقان ملونة الازهار .وعندما قام بإجراء تزاوج ذاتي بين نباتات الجيل الاول ظهرت افراد الجيل الثاني تحمل صفات طول الساق ولون الازهار على النحو التالي:

      ×        ستة وتسعون نبات طويل الساق ملون الازهار

      ×        احد وثلاثون نبات طويل الساق ابيض الازهار

      ×        اربعة وثلاثون نبات قصير الساق ملون الازهار

      ×        احدى عشر نبات قصير الساق ابيض الازهار

أي إن النسبة بين هذة الافراد هي تقريباً كنسبة : 9 ،3 ، 3 ، 1
يظهر لنا هذا المثال أن جميع نباتات الجيل الو هي طويلة السيقان ملونة الزهار مما يدل على إنها صفة الطول سائدة على البيضاء فإذا رمزنا لجين طول الساق
بالرمز T ، ولجين قصر الساق بالرمز t ولجين الأزهار الملونة بالرمز  Cولجين الأزهار البيض بالرمز c ، فإن الطراز الجيني للنبات طويل الساق ملون الأزهار بصورة نقية هو TTCC ، والطراز الجيني للنبات قصير الساق ابيض الأزهار cctt، اما الجاميتات الناتجة من هذة النباتات ( الأباء ) فهي TC و tc على التوالي ؛ وعلية فإن الطراز الجيني لجميع أفراد الجيل الول هو TtCc ، آي إنها مختلفة الجينات بالنسبة لزوج الصفات المتضادة .
ويتكون من أفراد الجيل الول أربعة أنواع مختلفة من الجاميتات لها التركيبة التالية:- TC  وTc  و  tC و tc . وعند إجراء تزاوج ذاتي بينهما ، فإن الطرز الجينية والمظهرية المحتملة هي تلك المبينة في الشكل التالي :-

Tc
TC
Tc
TC
O    وO+
TtCc
طويل الساق
ملونة الأزهار
TtCC
طويل الساق
ملونة لأزهار
TTCc
طويل الساق
ملونة الأزهار
TTCC
طويل الساق
ملونة الأزهار
TC
Ttcc
طويل الساق
بيض الأزهار
TtCc
طويل الساق
ملونة الأزهار
TTcc
طويل الساق
بيض الأزهار
TTCc
طويل الساق
ملونة الأزهار
Tc
TtCc
قصير الساق
ملونة الأزهار
TtCC
قصير الساق
ملونة الأزهار

TtCc
طويل الساق
ملونة  الأزهار
TtCC
طويل الساق
ملونة الأزهار
TC
Ttcc
قصيرة الساق
بيض الأزهار

TtCc
قصيرة الساق

ملونة الأزهار

Ttcc
طويل الساق
بيض الأزهار
TtCc
طويل الساق
ملونة الأزهار
Tc
   
واستناداً إلى نتائج هذه التجربة وضع مندل قانونه الثاني المعروف بقانون التوزيع الحر للعوامل ، وينص هذا القانون على ما يلي :
يكون كل زوج من الصفات المضادة مستقلاً في توارثه عن غيرة من أزواج الصفات المضادة الأخرى .


  ا لاصل الذي به تكون الجنين في رحم الأم  .
قدحاول ارسطو قبل الميلاد على توضيح ظاهرة الاصل الذي تكون الجنين في رحم امه ففسرها [ أن السائل المنوي مع كونه وحده واحدى فأنه يتكون من عددكبير من جزيئات ممتزجه مع بعضها مشابهة في ذلك سوئل مختلفه خلطت مع بعضها ثم ياخذ بعض هذا المزيج يكون هذا الجزء الماخوذ متساوية من كل سائل احياناً مزيداً من احدهما وفي احياناً أخرى يكون الجزء المأخوذ من سائل واحد ولا شئ من السوائل الأخرى فتبعاً لذلك يكون النسل مشابهاً لأبيه الذي أخذ منه أكبر جزئيات من سائله المنوي ] فنجد من ذلك ان تفسير ارسطو اقرب من الحقيقية بعض الشئ .
قد فسر العلم هذه الظاهرة في هذا القرن بأن تبدأ حياة الفرد ووجوده في هذه الدنيا بخلية واحدة في رحم الأم او كخلية جرثومية مخصبــة كلاقحـــة
" الزيجوت " تتولد من ايجاد خليتين وتتكون هذه الخلية من اتحاد خليتين جرثوميتين احدهما من الأب والأخرى من الأم اذن الوحدة الأولى للحياه تنشأ من اخصاب البويضة الأنثويه من حيوان ذكري وكلاهما خليتان تكمل كل منهما الاخرى ولايزيد حجم هذه الخلية عن حجم الدبوس وبذلك يأخذ الجسم البشري في التكون وتتحد اعضاء الجسم المختلفة من الانقسام والتمايز المستمرين لهذه الخلية ويعرف الإيطار المحيط بالخلية بالسيتوبلازم الذي يتالف من مادة جبلية غير متمايزة نسبياً .وبالرغم من أن وظيفة السيتوبلام لا تزال معروفة على وجد الدقة ، الا ان السيتوبلازم يمثل بيئة داخلية للبيئة ذات تأثير بالغ الاهمية على تكوين الجنين .فقد تبين ما لبعض العقاقير من تأثير كيميائي على السيتوبلازم يؤدي الى اتلاف تكوين الاجنة . كما امكن خلق اجنة من انواع مختلفة عن طريق استبدال السيتوبلازم بأخر في بعض التجارب التي اجريت على الحيوانات . وداخل السيتوبلازم توجد النواة وهي ذلك الجزء من الخلية الذي  "يعطي الحياة " . وتتضمن النواة ما يعرف بالصبغيات ويختلف عدد الصبغيات بأختلاف النوع الذي ينتمي إلية الكائن الحي ،ولكنة ثابت داخل النوع الواحد . فعلى سبيل المثال نحمل خلية ذبابة الفاكـــه
8 صبغيات، وخلية الانسان  48 صبغياً وبعض الاسماك تحمل 200 صبغياً مثـل ،  سمك الجمبري اكثر مئة زوج وبعض النباتات يزيد العدد على ذلك . فهذة الصبغيات تتحكم في وراثة الكائن الحي او بعبارة ادق تكمن وراثة الكائن الحي في هذة الصبغات " عدد الصبغيات عند الانسان 24 في نواة الحيوان المنوي ، 24 في البويضة الانثويه " ففي داخل الصبغات تكمن وحدات اصغر تعرف بالمورثات " حاملات الخصائص الوراثية " وهي تكوينات كيميائية معقدة دقيقة تتضمن الوحدات الاساسية للوراثة . أي ان المورثات هي العوامل الوراثية الفعلية التي تتحد من كل من الوالدين في البويضة  المخصبة وتشكل المخلوق الجديد "الجنين " .
  كيف يكتسب المولود الصفات من أبوية  .
 
كل كائن حي يتكون من خلايا وهذه الخلايا عبارة عن وحده صغيرة وهذه الخلايا تنشا من نفسها عن طريق الانقسام الخلوي وهذة الخلية من السيتوبلازم والنواه ، السيتويلازم عبارة عن سائل لزج عديم اللون غير متجانس لوجود مواد بروتوبلازمية وغي برواتوبلازمية يحيط بالنواه ويعتبر البئية الداخلية للخلية وله تاثير في التركيبة الوراثية ، اما النواه يحيط بها غشاء نووي يتكون من جزئيات بروتينية متحدة مع مواد ليبيديه ويوجد داخل الغشاء النووي الكروموسومات ووتظهر كخيوط رفيعه ورهيفه ملتفه حول بعضها ويحتوي الكرموسوم الواحد على عدد من العوامل الوراثية المختلفة وهذه العوامل تعرف بأسم الجينات وهي وحدات وراثية التي تحدد الصفات الوراثية للكائن الحي إذ تحتوي كل خلية من خلاياها على الآلاف من الجينات التي توجد في الكروموسومات المتشابهة بحيث تتقايل بعضها مع بعض فكل جين معين على كروموسوم الثاني في زوج الكرو موسوم المتشابه ويعرف هذا (الجين المتقابل) . وإذا كان الجين والجين المتقابل متماثلين سميت هذه الجينات (بالجينات المتماثلة) اما اذا لم يكون متماثلين كان يكون احداهما سائد والأخر متنحي سميت هذه الجينات (بالجينات المختلفه) وتوجد في هذه الجينات الحمض النووي ( DNA ) وهذا الحمض عبارة عن جزئيات سكر مرتبطه ببعضها بواسطة مجموعات فوسفاتية وتصل بالسكريات خارجياً القاعــدات (البيروين أو البرميدين) ويعتبر (DNA ) المستودع الوحيد للشفرة الوراثية لجميع انواع الحيوانات النباتات إلا فئة من الكائنات تعتمد على ( RNA ) في تخزين الشفره الوراثية وهي الفيروسات .
يكون اكتساب المولود الصفات من ابوية بتنظيم الكروموسومات دائماً على شكل ازواج فبعد الإخصاب وتكوين الخلية الواحدة ذات النواه الواحدة تتزاوج الصبيغات لتكتمل الخلية ويصبح اربع وعشرون زوجاً من الإب ومن الام آي ان الخلية الجرثومية تتضمن اربع وعشرون زوجاً من الاب 50% والام بمقدار 50% في نسلها ومادامت الخلية المخصبة هي التزاوج بين الصبيغات من الاب لذلك اهتم العلماء بدراسة اثر الوراثة في تحديد الخصائص العقلية والشخصية لدى الافراد . وكانت تعتمد مثل هذه الدراسات على المقارنة بين التوائم المتماثلة وغير المتماثلة والاشقاء والأبناء والأباء وغير ذلك . من ذلك مثلاً في دراسات اهتم بها العلماء عن ( نماذج الموجات المخية كسمة وراثية ) قد سجلت الموجات المخية لواحد وسبعين زوجاً من التوائم ولعدد من التوائم الثلاثية ،فوجدوا بالنسبةلـ55 زوجاًمن التوئم المتماثله كانت التسجيلات متطابقه في 85 % من الحالاتوغير متطابقـه  
في 4 %،أما بالنسبة لد19 زوجاً من التوائم غير المتماثلة فكانت التسجيلات متشابهة في 95 % منها وغير ذلك من النتائج التي تميل إلى إقرار أن نمط الموجات المخية صفة وراثية يكتسبها الجنين من أبويه .
بعض الناس تصيبهم تشوهـات مثل  قـد قطعة إحدى يديه أو رجليـه 
الآخر  به  تشوه في وجه أو في جسده بصفة عامه لكن التشوهات التي يصاب بها الإنسان قد تكون مكتسبة من البيئة التي عاش فيها أو فطرة أكتسبها من أبوية وهو جنين في رحم أمه أي تشوهات خلقية قد تكون بسبب بنية كل من الأب أو ألام مثل قرابة الدم بينهما التي تؤدي إلى التشوهات الخلقية أو الأمراض الوراثية .

 علاقة الدم بالأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية .
الدم يعتبر البيئة الداخلية لجسم الإنسان لذلك تعتبر دراسة الدم في الإنسان من أهم الدراسات التي تناولها الباحثون في السنين الأخيرة وذلك بسبب أهمية نقل الدم من شخص إلى آخر وتعتمد هذه العملية على أسس وراثية ومثالاً على ذلك نمو الطفل على تفاعلات منظمة لعمليات كيميائية مختلفة يتحكم فيها التركيب الجيني للفرد نفسة على ذلك فإنه من الصعوبة ملاحظة تأثير كل جين على حدة بدون تحليلات كيميائية دقيقة . ويعتبر دم الإنسان أحد الأنسجة الشاذة ، بمعنى إنه يمكن جمع عينات متتالية منة لإجراء التحليلات الكيميائية علية . وبذلك يعتبر دم الإنسان الشيء الوحيد الذي يمكـن فيه  تحديد أثر جينات مفردة عن طريق المواد التي تفرزها هذه الجينات في الدم ، في حين أن الصفات الأخرى ما هي إلا تفاعل عدد كبير من الجينات . ولكن قد يؤدي تقدم الأبحاث بزراعة بعض أنسجة جسم الإنسان المختلفة إلى الدراسات الوراثية المستفيضة لأنسجة أخرى خلاف الدم مثل ، القلب والكبد ، والعضلات ، وغير ذلك .
ويكون بين الخلايا سائل يتكون من عدد كبير من المواد الكيميائية المتباينة في حالة سيولة ويسمى هذا السائل بالبلازما وهو البيئة الأزمة التي من خلالها تعمل كل من الأملاح والهرمونات والبروتينات على إعطاء الصفة المناعية للإنسان ضد الأمراض وتنتقل هذه الصفة من فرد إلى آخر أي تورث المواد الكيميائية الموجودة في خلايا كريات الدم الحمراء ويطلق عليها اسم مجاميع الدم .
وقد اكتشف العالم لاندشتاينز ثلاث أنواع من مجموعة الدم O وبعد ذلك اكتشفت مجموعة دم أخرى وهي AB وقد حددت التركيبة الكيميائية الموجودة في كريات الدم الحمراء وتنتمي هذه المادة المعروفة باسم إلميوكوبروتينات وهذه تتكون من سكريات وأحماض أمينية .
طريقة توارث مجموعة  ABO   في دم الإنسان :-
منقول من موقعى على كنانة اون لاين باسم حسن رزق









تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية

صورة من برنامج عمل لطلاب التربية الفكرية بمتوسطة القدس بمدينة ساجر بمحافظة الدوادمى بالسعودية 2007 اثناء عملى هناك

تقييم وتشخيص
الاضطرابات السلوكية

*    مقدمة
*    اعتبارات خاصة عند تقييم المضطربين سلوكياً.
*    تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية .
*    اختبارات تشخيص الاضطرابات السلوكية .
*    العدوانية وأساليب قياسها.
*    الانسحابية وأساليب قياسها .
*    مراجع الفصل العاشر







تقييم وتشخيص
الاضطرابات السلوكية
m
إن التصنيف الأكثر استخداماً من قبل أخصائيي علم النفس والطب النفسي والتربية الخاصة لاضطرابات السلوك هو الذي ظهر في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM). الذي تصدره الرابطة الأمريكية للطب النفسي American psychiatric Association (APA) ففي أحدث مراجعة لهذا الدليل تصنف الاضطرابات السلوكية تحت عنوان الاضطرابات التي تنشأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة كما يلي:
(أ) يدوم اضطراب السلوك طوال ستة شهور على أن يبرز خلالها ثلاثة من الأعراض التالية في سلوك الطفل :
(1)         يؤذي الحيوانات جسمانياً .
(2)         يقسو على الآخرين جسمانياً .
(3)         يتورط في إشعال حريق عن عمد .
(4)         غالباً ما يبدأ بالمشاجرات الجسمانية .
(5)         يتشاجر أكثر من مرة مستخدماً سلاحاً .
(6)         يسرق دون مواجهة مع الضحية في أكثر من مناسبة .
(7)         يحطم ممتلكات الآخرين عن عمد (غير إشعال الحرائق) .
(8)         يكره أو  يجبر شخص آخر على مزاولة نشاط جنسي منه .
(9)         يقتحم ممتلكات الآخرين (مثل منزل أو  سيارة شخص آخر) .
(10)     غالباً ما يكذب (دون خوف من عقاب أو تجنب الإيذاء البدني ) .
(11) يهرب من البيت ليلاً مرتين على الأقل ، بينما يعيش مع والديه أو من ينوب عنهما (أو  هرب مرة واحدة ولم يعد منها) .
(12)     يغادر المدرسة تاركاً دروسه (يزوغ من المدرسة) ، أو يغيب عن عمله إذا كان يعمل.
(13)     يسرق في مواجهة مع الضحية (مثل النتش أو  السلب أو  الابتزاز أو  السرقة تحت تهديد السلاح) .
 (ب) إذا كان سنه ثمانية عشر عاماً أو  أكبر من ذلك لا تتفق سلوكياته مع مواصفات الشخصية المعادية أو  المناهضة للمجتمع :

تصنيف الاضطرابات السلوكية:
هناك عدة تصنيفات للاضطرابات السلوكية من بينها ما يلي :
أولاً : تصنيف الاضطرابات السلوكية حسب شدتها إلى :
(1) الاضطرابات السلوكية الخفيفة Mild : حيث توجد مشكلات سلوكية قليلة تفي بالتشخيص ، ولكنها تسبب أذى قليلاً للآخرين .
(2)         الاضطرابات السلوكية المتوسطة Moderate :حيث تكون شدة المشكلات السلوكية بين الشديدة والخفيفة .
(3) الاضطرابات السلوكية الشديدة : حيث توجد مشكلات سلوكية عديدة ، وتسبب إيذاء شديدا للآخرين ، مثل الإصابات الجسمانية الخطيرة للضحايا ، أو  الانتهاكات الشديدة للقوانين ، أو  السرقات الكبرى ، والغياب الطويل عن البيت.

ثانياً : تصنيف الاضطرابات السلوكية حسب عدد المشتركين :
(1) النوع مضطرب السلوك ضمن مجموعة النمط الجماعي Group Type :
 ويتميز بأن أغلب المشكلات السلوكية تحدث أساساً كنشاط جماعي مع رفاقه ، وقد يوجد فيها السلوك العدواني الجسماني ، أو لا يوجد ، وهذا النوع أكثر الأنواع شيوعاً .
 (2) النوع مضطرب السلوك الفردي العدواني Solitary Aggressive Type :
ويتميز بسيطرة السلوك العدواني عادة تجاه البالغين والرفاق ، ويبدأ بواسطة الشخص وليس كنشاط جماعي .

اعتبارات خاصة عند تقييم المضطربين سلوكياً:
لقد طرحت كل من لندا هارجروف ، وجيمس بوتيت ( 1988  ، 446) عدداً من الاعتبارات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تشخيص المضطربين سلوكيا ، وهي:
أو لا: بالنسبة للطلاب المضطربين بدرجة بسيطة:
(1)         إن تقييم الطالب المضطرب سلوكياً يتطلب من الفاحص الصبر حيث يجب عليه أن يخلق جواً يستطيع الطالب أن يشعر فيه بالراحة والاطمئنان ، وتوفير هذا الجو يكون بمساعدة الفاحص نفسه وذلك عند تعبيره عن فهمه لسبب قلق الطالب ويستطيع الفاحص أن يخبر الطالب بأنه يركز على النظر إلى كيفية حله للمشكلة المقدمة إليه دون النظر إلى صحة وعدم صحة استجابته.
(2)         أحياناً قد يكون من المفيد إعادة الأسئلة للطالب في حالة رفضه التعاون أو  إعطاء تعليقات لا معنى لها.
(3)         تساعد المهام القصيرة المتنوعة الطالب في التركيز على المهمة التي يعمل جاداً على الانتهاء منها.
(4)         يساعد أيضاً وجود شخص يوثق به من قبل الطالب كالأخصائي النفسي أو  مدرس الفصل وذلك من أجل طمأنته مع مراعاة وجوب تنبيه ذلك الشخص بعدم الإيحاء للطالب بالإجابة بشكل لفظي أو  غير لفظي.
ثانيا: بالنسبة للطلاب المضطربين سلوكيا بدرجة كبيرة:
(1)         يمكن ملاحظتهم في غرفة الدراسة أو في فناء المدرسة بواسطة الفاحص قبل القيام بعملية الاختبار أو  التشخيص.
(2)         مراجعة السجل الخاص بسلوك الطالب ( السجل التراكمي أو المجمع) يوفر للأخصائي معلومات  تجعله يفهم طبيعة وكيفية تفاعل الطالب مع الآخرين.
(3)         يستجيب بعض الطلاب عند لمس الأخصائي لهم بحيث يقومون بالاسترخاء ويبدأون في التعاون مع الأخصائي بشكل كبير. ويتجاوب بعضهم أكثر عندما يجلسون بالقرب من الفاحص، وقد يوفر الفاحص للطالب بعض المعززات وذلك لتعزيز السلوك المرغوب مثل المعززات الغذائية أو المادية .
وقد لا يكون بعض الأطفال المضطربين سلوكيا قادرين على إظهار مدى مهاراتهم التي يمتلكونها. فالمقابلات الشخصية مع الأشخاص المقربين من نفس الطالب تحول دون التشخيص غير المناسب. ويمكن اعتبار وتقييم المعلم ، وتقييم أفراد الأسرة ، وتقييم الذات عوامل مساعدة في جمع المعلومات.

تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية :
تتضمن عملية تقييم الاضطرابات السلوكية مسح مجموعة كبيرة من الأطفال من أجل تحديد عدد الأطفال الذين هم بحاجة إلى خدمات إضافية أو  متخصصة . وفي حالة الأطفال في سن المدرسة فإن المعلم هو المعنى بعملية الكشف . ويشير مصطلح الكشف إلى قياس سريع وصادق للأنشطة التي تطبق بشكل منظم على مجموعة من الأطفال بغية التعرف على الأطفال الذين يعانون من صعوبات من أجل إحالتهم لعملية الفحص والتقييم .
وخلال العقدين السابقين أو أكثر ، أصبح التركيز على عملية الكشف وإجراءاته بطريقة فعالة وهذا الاهتمام جاء من مصدرين ، أولهما : هو الاعتقاد الذي ترسخ من تراكم نتائج البحوث والدراسات في أن الكشف والتدخل المبكر يساعد في خفض حدة انتشار اضطرابات السلوك ، أما المصدر الثاني : فهو الضغوط المجتمعية نتيجة لوجود قوانين ملزمة ، وتشكيل مجموعات من الآباء والمهنيين .
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن برامج رياض الأطفال وبرامج المدارس تعتبر من أنواع الكشف المعروفة ، حيث يدخل جميع الأطفال الذين سيلتحقون بالمدارس العادية هذه البرامج ، ويتم التعرف عليهم من النواحي الجسمية والمعرفية والإدراكية والانفعالية . وحتى تتم عملية الكشف بفاعلية ، يجب أن يتعاون الآباء والمعلمين في ملاحظة سلوك الطفل في كل من المدرسة والبيت . هذا ويمكن الاعتماد على أكثر من وسيلة أو أسلوب  للكشف عن اضطرابات السلوك ومن أهم تلك الوسائل يلي :
(أ) تقديرات المعلمين :
يعتبر المعلم أكثر الأشخاص أهمية في عملية الكشف عن الأطفال المضطربين سلوكياً في سن المدرسة. وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن تقدير المعلم هو من أصدق التقديرات وأكثرها موضوعية . ومع أن المعلمين يعتبرون من أصدق المقدرين إلا أن الدراسات أشارت أيضاً إلى أن المعلمين كمجموعة يمكن أن يكونوا منحازين . وهذا يتضح عند مقارنة الإحالات التي يقوم بها المعلمون حيث يمكن أن تكون إما مبالغ فيها أو  متحفظة إلى حد كبير . فمثلاً يميل المعلم إلى عدم إحالة حالات الانسحاب الاجتماعي والخجل ، لأن مثل هذه الحالات لا تسبب إزعاجاً له ولا تؤثر بشكل سلبي على سير العملية التعليمية ، بينما يميل المعلم إلى إحالة حالات السلوك الاندفاعي والموجهة نحو الخارج كالإزعاج والفوضى واضطرابات التصرف والحركة الزائدة والعدوان ، لأن ذلك يسبب إزعاجاً للمعلم وتأثيراً مباشراً على سير العملية التربوية داخل الفصل . من هنا يجب أن نمد المعلم بقائمة محددة من المشكلات التي يجب أن يلاحظها في الفصل بشكل دقيق دون تركه يتوقع ما نريد .
ويطلب من كل مدرس من مدرسي الطفل كتابة تقرير عام يشرح فيه الأنماط السلوكية التي يتميز بها داخل الفصل وخارجه بحيث يتضمن أداءه الأكاديمي والمعرفي والحركي ، وعلاقته مع زملائه ومدرسيه وأن تُعقد مقارنة بينه وبين زملائه في جميع هذه الأنماط السلوكية.

(ب) تقديرات الوالدين :
إن الوالدين أيضاً مصدر مهم للمعلومات عن ما قد يعانيه الطفل من الاضطرابات السلوكية. حيث يُطلب من أو لياء الأمور كتابة ملاحظاتهم عن سلوك الطفل داخل البيت وفي المحيط الاجتماعي بحيث تتضمن -هذه الملاحظات -خصائصه السلوكية في تعامله معهم ومع إخوته ومع أقرانه وأقربائه، وسلوكه في المواقف الاجتماعية والأسرية المختلفة. كما يطلب منهم المقارنة بين النمط السلوكي الذي يتميز به هذا الطفل وما يتميز به إخوته وأقرانه من أنماط سلوكية. والمعلومات التي يمكن أن تجمع من الوالدين تكون إما من خلال المقابلات أو من خلال قوائم المراجعة والاستبيانات . ومع أن الوالدين مصدر مهم للمعلومات لكن دقة ملاحظة الوالدين للطفل قد نضع أمامها علامات استفهام  ، حيث تشير الدراسات إلى أنه توجد فروق فيما يتعلق بقوائم المراجعة للأطفال وملاحظات والديهم .
 وهنا يمكن القول إن إحدى المشكلات الواضحة في استخدام الملاحظات المباشرة كمحك لتصديق تقديرات الوالدين هي :
(1)         محدودية ملاحظة السلوك ؛ ذلك أن الملاحظين يمكن أن ينسوا أو أن تكون متابعتهم للسلوك على فترة غير منتظمة .
(2)          كما أن وجود الملاحظ يمكن أن يؤثر على السلوك . وعلى الرغم من التساؤل عن ثبات تقديرات الوالدين ، فإن لهم دور مهم في عملية الإحالة إلى العيادات النفسية .

(جـ) تقديرات الأخصائيين النفسيين:
الأخصائي النفسي هو الذي يقوم بفحص حالة الطفل وكتابة ملاحظات عنها؛ بالإضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة، وتستخدم هذه الملاحظات عادة في المساعدة على تفسير نتائج الاختبارات التي أجريت على الطفل ، وكتابة تقرير عنها . حيث يشتمل هذا التقرير على مشاعر وأحاسيس الطفل أثناء أداء الاختبار ؛ وكيفية إمساكه للقلم وعدد مرات توقفه أثناء أداء الاختبار واستخدام أصابعه في العد في المسائل الحسابية ؛ واستخدامه للكلمات المناسبة للتعبير عن أفكاره وخواطره، ومدى التململ والثرثرة والنظر حوله أثناء أداء الاختبار .

(د) تقديرات الأقران أو الزملاء :
إن الدراسات الحديثة في التربية وعلم النفس تشير إلى أن الوضع الاجتماعي للأطفال يرتبط إيجابياً مع توافقهم في المدرسة ، وكذلك مع التحصيل الأكاديمي؛ وعلى هذا فإن تقديرات الأقران تعتبر أحد الأساليب والوسائل المستخدمة للكشف عن المشكلات الاجتماعية والانفعالية .
كما أن نتائج بعض الدراسات أشارت إلى أن الأطفال في المدرسة من كل الأعمار لديهم القدرة على التعرف على المشكلات السلوكية ، وأن كان الأطفال في الأعمار الصغيرة يصعب عليهم في كثير من الأحيان معرفة أو تحديد السلوك الطبيعي أو المقبول ، ولكن يختلف الأمر في حالة الأطفال الأكبر سناً حيث يصبحون أقل تمركزاً حول ذواتهم ؛ وبذلك يستطيعون ملاحظة دلالات أو إشارات السلوك غير العادي . إن المقاييس السوسيومترية -والتي تركز على العلامات الشخصية والاجتماعية في المجموعة - تستخدم لقياس إدراك الطفل للجماعة التي ينتمي إليها ، وهي مفيدة في التشخيص والتقييم إذا ما فسرت بحذر ، فإنها يمكن أن تكون ذات فائدة للمعلم في تخطيط طرق التدخل .

(هـ)     التقارير الذاتية :
تعتبر التقارير الذاتية أو تقديرات الذات مصدراً آخر للحكم على توافق الطفل، فمن خلال تقدير الطفل لذاته يمكن أن يساعد ذلك في التعرف على المشكلات التي يعاني منها . وقد أشارت الدراسات إلى أن تقديرات المعلمين للأطفال المضطربين سلوكياً أفضل عندما يكون السلوك المضطرب موجهاً نحو الخارج كالعدوان والتخريب والنشاط الزائدة ، ولكن التقدير الذاتي يكون أفضل في حالة الاضطراب الموجه نحو الداخل الذي يتطلب وصف الذات من خلال المشاعر والاتجاهات والأمور الداخلية . وهذه التقديرات مفيدة للأطفال غير المقتنعين بأنفسهم أو الدفاعيين .
وبعد أن عرضنا لخمسة أنواع من طرق الكشف عن الاضطرابات السلوكية ، يبقى السؤال ما هي أفضل طريقة للفحص والتشخيص ؟ الإجابة تقول أنه بسبب أوجه النقص الذي يمكن أن يوجد بكل أداة ، فإن عدداً من الباحثين أشاروا إلى أن معلومات مختلفة عن الطفل ونموه وتوافقه تكون ضرورية من أجل تحديد الاضطرابات السلوكية .
إن المرحلة التي تأتي بعد الكشف والتعرف الأولى هي مرحلة التشخيص النفسي والتربوي الذي يقوم به عادة الفريق متعدد الاختصاصات إذ تتم دراسة حالة الطفل من قبل الأخصائي النفسي والطبيب النفسي والباحث الاجتماعي ، بالإضافة إلى إجراء تقييم شامل في الجانب التربوي من قبل المعلم العادي (معلم الفصل) ومعلم التربية الخاصة وذلك من أجل تحديد إجراءات التدخل المناسبة في الجانبين النفسي والتربوي (يوسف القريوتي وآخرون ، 337:2001 ــ 341) .
ويرى كل من عبد السلام عبد الغفار ويوسف الشيخ (211:1985) أن ثمة شرطان مهمان ينبغي توافرهما للحكم على الفرد ــ طفلاً كان أم راشداً ــ قبل أن نصنفه على أنه يعاني أعراضاً تشير إلى اضطرابه انفعالياً واجتماعياً . وأولهما : التكرار والاستمرار ، وثانيهما : أن يؤدي هذا التكرار والاستمرار إلى عدم قدرة الفرد على التوافق الشخصي الاجتماعي .
ثم يضربان مثلاً لنوعين من السلوك للدلالة على ما يذهبان إليه ، وهما :
(1) الكذب : فقد يلجأ الطفل إليه في أحد المواقف عندما يجد أن قوله الصدق قد يضره ، أو يسيء إلى أحد أصدقائه مثلاً ، وهذا من غير شك سلوك عادي . أما إذا تكرر كذب الطفل واستمر على هذا النحو في مختلف المواقف ، فإن سلوكه في هذه الحالة يعتبر أمراً غير عادي ، لما لذلك من أثر على العلاقات الاجتماعية التي يقيمها الطفل مع غيره ، وعلى مفهوم الطفل عن ذاته واتجاهاته نحو نفسه ، وهذا يؤثر على مدي قدرته على التوافق مع نفسه والتوافق مع غيره ، وهذا هو الشرط الثاني الذي ينبغي تداركه عندما نعتبر الكذب عرضاً للاضطراب الانفعالي والاجتماعي .
(2) الانطواء : فإن سلوك الفرد أحياناً ما يتسم بدرجة من الانطواء حتى يستطيع أن يحيا حياة مشبعة ، وأن يحقق فيها طاقاته ، وأن يصل إلى أقصي مستوى ممكن من النمو تؤهله له هذه الطاقات . فالطفل الذي يستذكر دروسه ، والمدرس الذي يقوم بإعداد دروسه ، والباحث الذي يقضي معظم وقته في البحث والدراسة ، والفنان الذي يقوم بإنتاج فني ، وكذلك أي شخص يقوم بعمل ما ، لابد وأن يبتعد عن الناس في بعض  الأوقات ، حتى يتفرغ لعمله ويشعر بالقدرة على الاعتماد على النفس ، ولابد أن يصل إلى درجة مناسبة من الاكتفاء الذاتي ، حتى يتمكن من أن يؤدي ما يوكل إليه من أعمال أو ما يود أن يؤديه ، وهذه سمات للانطوائية ، بل إننا نري أن من مظاهر النمو النفسي السليم أن يصل الفرد إلى درجة مناسبة من القدرة على تحمل الوحدة النفسية ، فأي إنسان في حياته يتعرض لمواقف كثيرة يجد نفسه فيها وحيداً ، وعليه أن يتحمل وحده مسؤولية مثل هذه المواقف .
ويتضح من هذا أن اتصاف سلوك الفرد بدرجة من الانطوائية تعتبر أمراً عادياً، أما إذا تكرر واستمر السلوك الانطوائي للفرد بحيث يؤثر على علاقته بمن حوله ويحرمه من إقامة علاقات اجتماعية فعالة مع غيره ، فعندئذ يصبح الانطواء عرضاً لاضطراب انفعالي واجتماعي .
وهكذا يتضح لنا أن صفتي التكرار والاستمرار في السلوك الذي يفوت على الفرد فرصة الحياة المشبعة المثمرة هما المحكان اللذان نفرق على أساسهما بين السلوك العادي والسلوك الذي يعكس اضطراباً انفعالياً واجتماعياً .
اختبارات تشخيص الاضطرابات السلوكية :
هناك نوعان من الاختبارات التي تكشف عن الاضطرابات السلوكية، هما:الاختبارات المباشرة ، والاختبارات غير المباشرة  ومن الاختبارات أو المقاييس المباشرة مقياس بيركس لتقدير السلوك وأما الاختبارات أو المقاييس غير المباشرة فهي تلك الاختبارات التي تقيس الاضطرابات السلوكية بشكل غير مباشر كالاختبارات الإسقاطية ومنها اختبار تفهم الموضوع للصغار وتفهم الموضوع للكبار الراشدين ، واختبار بقع الحبر لـ "رورشاخ" ، واختبار ليديا جاكسون ، واختبار تكملة الجملة .. وغيرها من المقاييس الأخرى . وفيما يلي نماذج من هذه المقاييس :
(1)  مقياس بيركس لتقدير السلوك:
 Burks Behavior Rating Scale, 1980
صمم " بيركس" هذا المقياس للكشف عن أنماط السلوك المضطرب لدى الأطفال الذين يتم إحالتهم إلى المرشدين النفسيين في المدارس أو العيادات النفسية بسبب إظهارهم لصعوبات سلوكية سواء كان ذلك في المدرسة أم في البيت.
ويعتبر هذا المقياس أداة للتشخيص الفارق يمكن استخدامها مع طلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية الذي يظهرون صعوبات سلوكية؛ إلا أنه لا يعتبر أداة مناسبة لتحقيق أهداف المسح الأولي في مجتمع الطلبة ذوي الكفاية في أدائهم وتكيفهم المدرسي. وعموما يمكن اعتبار هذا المقياس أداة أولية للتعرف على مشكلات سلوكية محددة أو أنماط من السلوك المشكل ربما يظهرها الطفل، ومحاولة وضع معيار لشدة الأعراض السلوكية غير الملائمة كما يراها المعلمون أو أولياء الأمور ، أو أي ملاحظ آخر أتيحت له الفرصة الكافية لملاحظة سلوك الطفل.
ويتكون هذا المقياس من مائة وعشر فقرات موزعة على تسعة عشر مقياساً فرعياً هي : (1) الإفراط في لوم الذات، (2) الإفراط في القلق، (3) الانسحابية الزائدة ، (4) الاعتمادية الزائدة، (5) ضعف قوة الأنا، (6) ضعف القوة الجسمية، (7) ضعف التآزر الحركي، (8) انخفاض القدرة العقلية، (9) الضعف الأكاديمي، (10) ضعف الانتباه، (11) ضعف القدرة على التحكم في (ضبط) النشاط، (12) ضعف الاتصال بالواقع، (13) ضعف الشعور بالهوية، (14) الإفراط في المعاناة، (15) الضعف في ضبط مشاعر الغضب، (16) المبالغة في الشعور بالظلم، (17) العدوانية الزائدة، (18) العناد والمقاومة، (19) ضعف الانصياع (المسايرة) الاجتماعي (كمال سيسالم، 2006: 67). وتستخدم الفقرات في المقاييس الفرعية كمحكات لتقدير ووصف أنماط السلوك التي لا تتكرر بشكل ملحوظ عند الأطفال العاديين. 

(2) اختبار تفهم الموضوع للكبار ( التات) :
أعد اختبار تفهم الموضوع The Thematic Aperception Test (TAT) كريستينا مورجان C. Morgan، وهنرى موراي H.Murray عام 1935 بالعيادة النفسية بجامعة هارفارد كأسلوب للكشف عن الأفكار اللاشعورية والخيالات Fantacies ويختلف هذا الاختبار عن اختبار الـ "رورشاخ " في أن مثيراته أكثر انتظاماً وأقل غموضاً واستجابته تكون أكثر تحديداً . فهذا الاختبار يتطلب من الفرد أن يحكي قصصا تتعلق بصور معينة بحيث يمكن للأخصائيين من ذوى الخبرة تفسير الدوافع الكامنة لدى الفرد ، وانفعالاته، وعواطفه، وصراعاته وحاجاته النفسية التى افترضها موارى في نظريته للشخصية. وهذا الاختبار يلي اختبار "رورشاخ " في شيوع استخدامه، وفي عدد الدراسات والبحوث التي استثارها. وقد استمد الاختبار أهميته أولاً في العيادات النفسية، ولكنه أصبح تدريجياً أداة بحث في علم النفس الارتقائي، وعلم النفس الاجتماعي، والشخصية، والدراسات الأنثروبولوجية عبر الثقافات، كما يستخدم في تقييم الشخصية في مجالات الإرشاد وعلم النفس الصناعي.
ويتكون الاختبار من ثلاثين صورة باللونين الأبيض والأسود مرسومة على بطاقات عبارة عن أربع مجموعات متداخلة تتكون كل منها من تسعة عشر بطاقة إضافة إلى بطاقة بيضاء، وتختلف كل صورة من حيث محتواها ودرجة غموضها. وتتباين الصور في درجة انتظامها وبنيتها، إذ تتراوح بين الانتظام التام أو البنية المحددة بدرجة كبيرة إلى البنية غير المحددة على الإطلاق كما في البطاقة البيضاء.
ويمكن تطبيق الاختبار على الراشدين والمراهقين ، وتعرض البطاقات على الفرد واحدة تلو الأخرى مصحوبة بتعليمات بسيطة ، ويطبق الاختبار عادة على مرتين أو أكثر ، وإجراءات التطبيق المعتاد هو أن يطلب من المفحوص أن يحكي قصة كاملة تتعلق بكل من تسعة عشر بطاقة يتم اختيارها بحيث تناسب عمره ونوعه، وكذلك البطاقة البيضاء ، ويطلب منه أن يستغرق خمس دقائق في كل قصة ، ويحكي ما يحدث في الصورة الآن ، والأحداث التي أدت إليها. وما سوف تنتهي إليه، ويجب أيضا أن تتضمن القصة تفاصيل عن الشخصيات التي في الصورة ، وأنشطتهم وتفكيرهم ومشاعرهم.

(3) اختبار تفهم الموضوع للأطفال ( الكات) :
Children s Aperception test ( CAT) 
هو اختبار إسقاطي وضعه ل. بيلاك، س. بيلاك L. Bellak & S. Bellak ويصلح للأطفال ما بين ثلاث سنوات وإحدى عشرة سنة ، ويستند إلى نفس المبادئ التي يستند إليها اختبار تفهم الموضوع الذي وضعه موراي ومورجان. وله صورتان : إحداهما تشمل المواقف المصورة في بطاقاته على حيوانات ، والأخرى على إنسان. وعلى الفاحص أن يؤكد للمفحوصين أنه ليست هناك إجابات صحيحة وأخرى خاطئة، وأن يكون للقصة بداية ووسط ونهاية . وتفسر القصص وتحلل بهدف التشخيص .

 (4) اختبار بقع الحبر لـ رورشاخ :
أعده الطبيب النفسي السويسري " هيرمان رورشاخ " خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها ، ونُشر حوله ما يزيد عن أربعة آلاف مقالة وكتاباً وبحثاً  Bernstein& Neitzel, 1980)) ، وعلى الرغم من أن بقع الحبر قد استخدمت في الماضي لاستدعاء استجابات من الأفراد في الدراسات المتعلقة بالتصور العقلي، إلا أن "رورشاخ " يعد أول من أدرك بوضوح أهمية استخدام هذه الاستجابات في تقييم الشخصية. ومع ذلك فإن هذا الاختبار أدى إلى انقسام شديد في الآراء بين علماء النفس .
وعلى الرغم من أن "رورشاخ " كان متأثرا بنظرية فرويد وما تتضمنه من مفاهيم ، مثل اللاشعور وديناميات الشخصية، إلا أنه لم يصمم الاختبار استناداً إلى هذه النظرية، غير أن طبيعة بناء الاختبار يبدو أنها قد تأثرت بها بلا شك.
وقد صمم "رورشاخ " المثيرات عن طريق وضع بقع الحبر على ورقة، وقام بطي الورقة بحيث ينتج عنها أشكال متماثلة ولكن غير محددة البنية، ثم قام بتطبيق هذه البقع (المثيرات) على مجموعات مختلفة من مرضى المستشفيات النفسية، واحتفظ بالبقع التى استدعت استجابات مختلفة من هذه المجموعات ، واستبعد البقع الأخرى.
والطريف أن "رورشاخ " يؤكد في بعض الأحيان الجوانب الإمبريقية للاختبار، إلا أنه يؤكد أيضاً دور نظريات علم النفس الدينامي عند التفكير في بنائه للاختبار.
ويتكون الاختبار من عشر بطاقات متماثلة ، خمسة منها مظللة باللونين الأبيض والأسود ، وبطاقتين حمراء ورمادي ، وثلاثة بطاقات متعددة الألوان.
واستخدم رورشاخ في محاولاته آلافاً من بقع الحبر حتى استقر في النهاية على عشر بقع وصمم إجراءات تقدير الدرجات استناداً إلى الملاحظات الكلينيكية ، وتبلورت هذه الإجراءات بعدما قام بتجريب البقع على مجموعات أخرى من الأفراد العاديين، والمتخلفين عقلياً، والفنانين، وغيرهم من الأفراد الذين يتسمون بخصائص معلومة.
وعند تطبيق الاختبار تعرض كل من هذه البطاقات على المفحوص ، ويطلب منه أن يوضح ما يراه فيها أو ما يمكن أن تمثله بقعة الحبر، ونظرا لأن بقعة الحبر تعد مثيراً غامضاً فإن استجابة الفرد تمثل إسقاطه لمعنى معين على المثير، وهذه المعاني التى تم إسقاطها تستخدم بدورها كأساس للاستدلال عن بنية شخصيته وديناميتها.

(5) اختبار الاتجاهات العائلية لـ "ليديا جاكسون":
وهو من الاختبارات الإسقاطية التى استخدمت في مصر ، وهو مشابه لاختبار التات وقد وضعته " ليديا جاكسون" واقتبسه مصطفي فهمي وقننه ليناسب البيئة العربية فهو أحد الاختبارات الإسقاطية التي تستعمل لدراسة ما يعانيه الأطفال من صراعات داخلية تنشأ بسبب العلاقات التي تقوم داخل الأسرة ، إما بينهم وبين الأبوين ، أو بينهم وبين أخوتهم وأخواتهم. والاختبار في شكله النهائي يتكون من سبع بطاقات مصورة مقننة يمثل كل منها موقفاً عائلياً من المواقف التالية:
(1)         حماية الأم للطفل واعتماده عليها ( الصورة رقم صفر).
(2)         انفراد الأبوين بالمودة بينهما دون الطفل وما يترتب على ذلك من تهديد الشعور بالأمن( الصورة رقم 1).
(3)         الغيرة التي تنشأ في نفس الطفل الأكبر بسبب اهتمام الوالدين بأخيه الأصغر (صورة 2).
(4)         ارتكاب الذنب وما يتبع ذلك من شعور بالوحدة وميل إلى الانفراد ( صورة رقم 3).
(5)         احتمال عدوان الوالدين ( صورة رقم 4).
(6)         إغراء المحرم والممنوع واحتمال العقوبة (صورة 5)
(7)         استجابة الطفل للنزاع والشجار بين الأبوين ( صورة رقم 6).
وقد صممت المواقف المختلفة التى تعبر عنها كل بطاقة على نحو يجعل من الممكن تفسيرها تفسيرات مختلفة، يتخذ الطفل ما يناسبه منها وما يطابق حالته النفسية ويتمشى مع ما يعانيه من اضطرابات ومشكلات . وهو إذ يفعل كل ذلك لا يتحدث عن نفسه بطريقة مباشرة وإنما يسقط هذه المشاعر وتلك الأحاسيس على لسان الأفراد الذين يتكون منهم الموقف ويحدث ذلك بطريقة تلقائية، طالما كانت الظروف والطريقة التي يجري بها الاختبار طبيعية، لا توحي للطفل أنه في موقف تمتحن فيه مشاعره الشخصية ، أما إذا تنبه الطفل إلى ذلك فإنه يلجأ إلى الحذر والحيطة كوسيلة دفاعية يحمى وراءها خوفه من الإفصاح عن مصادر متاعبه ليجنب نفسه العقاب والحرمان الذي يؤذيه وينغص عليه حياته.

وفيما يلي إشارة إلى نموذجين من نماذج السلوكيات المضطربة وهما الأكثر شيوعا من حيث انتشارهما وتناولهما وأساليب تشخيصها :
 (1) العدوانية وأساليب قياسها:
يعتبر السلوك العدواني من الخصائص السلوكية الشائعة لدي الأطفال المضطربين سلوكياً ، ويصنف هذا السلوك ضمن السلوكيات الموجهة نحو الخارج وضمن اضطرابات التصرف ويعتبر السلوك العدواني ، أيا كان شكله أو نوعه من الخصائص الاجتماعية المميزة للأطفال المضطربين سلوكياً،  بل قد يعتبر السلوك العدواني أهم سمة تميز سلوك الأطفال المضطربين سلوكيا. وتبدو أشكال السلوك العدواني في: العدوان اللفظي، والعدوان المادي ، والصراخ في وجه الآخرين ، ومناكفة الآخرين ، وشد شعر الآخرين ، ومعاكسة الآخرين، وسلوك العناد، والنشاط الزائد،  وإيذاء الذات وإثارتها ... الخ.
وعلي الرغم من تعدد الدراسات في مجال السلوك العدواني إلا أنه يظل واحداً من الموضوعات الأكثر تحدياً للدارسين بسّبب الحيرة في وضع تعريف جامع مانع للعدوان ، فلقد تعددت وتنوعت التعريفات التي تناولت السلوك العدواني بالتفسير ، فإطاره المرجعي متعدد لأنه ينتمي إلي كثير من العلوم كعلم النفس بفرعيه السوي والمرضي، وعلم الفسيولوجيا العصبي ، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرها من العلوم.
فالعدوان علي حد تعبير أنتوني ستور (1975 : 8) " كأنه حقيبة تمزقت أوصالها من كثرة ما تعج به من تفسيرات ومفاهيم مختلفة لهذا اللفظ " . ولقد أطلق باندورا Bandura, A (1978 : 11) علي السلوك العدواني وصفا يصوره على أنه " غابة علم المعاني " لكثرة المفاهيم والنظريات التي تناولته. وتعرِّف نجوى شعبان (1987 : 20) السلوك العدواني بأنه " سلوك ظاهري علني يمكن ملاحظته وتحديده وقياسه، وهو إما أن يكون سلوكاً بدنياً أو سلوكاً لفظياً مباشراً أو غير مباشر ـ تتوفر فيه الاستمرارية والتكرار، ويعبر عن انحراف الفرد عن معايير الجماعة؛ مما يترتب عليه إلحاق الأذى والضرر البدني والنفسي والمادي بالآخرين، ويختلف في مسبباته ومظاهره، وحدته من فردٍ لآخر ومن مجتمع لآخر " .
 ويعرف كل من جابر عبد الحميد وعلاء الدين كفافي ( 1988: 100- 101) العدوان تعريفا معجمياً على أنه " سلوك مدفوع بالغضب والكراهية والمنافسة الزائدة، ويتجه إلى الإيذاء والتخريب أو هزيمة الآخرين ، وفي بعض الحالات يتجه إلى الذات. وعند فرويد يعتبر الدافع العدواني دافع فطري وغريزي".
ويعرفه ستيوارت سوثرلاند Sutherland, S. (1991 : 13) علي أنه " محاولة متعمدة لإلحاق الضرر بالآخرين ، أو بالذات وهو إما أن يكون فطرياً أو رد فعل للإحباط".
ويعرِّف كل من " عبد الله سليمان ومحمد نبيل " (1994 : 43) العدوانية بأنها " سلوك يهدف إلي إيقاع الأذى بالغير، أو الذات أو ما يرمز إليهما ".
ويعرِّف كمال سيسالم (2002 : 23) العدوانية بأنها " الاعتداء اللفظي أو الجسمي علي الأشخاص والممتلكات، وعندما يكون لهذا الاعتداء مبرراته فإنه يوصف بأنه سلوك عدواني ناتج عن رد فعل تجاه موقف معين، أما إذا لم يكن لهذا الاعتداء أي مبرر فإنه يوصف بأنه سلوك عدواني صريح قد ينتج عن الإصابة بالاضطرابات السلوكية، أو الإصابة باضطراب ضعف الانتباه، والنشاط الزائد " .

قياس السلوك العدواني :
إن أهم ما يوجه لقياس السلوك العدواني من نقد هو ما أسماه أحمد عبد الخالق (1993 : 317) مشكلة التشويه الدافعي -أي الخداع المتعمد من قبل المفحوصين  -وتغيير الاستجابة على المقياس وتزييفها لدافع معين أو ليبلغوا حاجة في صدورهم ، فالفرد يستجيب للمقياس بطريقة معينة بحيث يقدم فيها نفسه في صورة مقبولة وجذابة ، وذلك حتى يحدث انطباعاً حسناً وأثراً جيداً من جانب مطبق المقياس ، وتسمى هذه العملية بالتأثير الواجهي أو الدفاعي وهي جهد متعمد لدى الفرد لتقديم صورة محببة عن نفسه وحسنة التوافق ، فتأتي استجابته متمشية مع المرغوبية الاجتماعية.
لهذا يعتمد على تقديرات الآخرين عند قياس السلوك العدواني ، ولا نعتمد على التقارير الذاتية لأن ذلك يبعدنا عن تزييف استجابات المفحوصين التي تتمشى مع المرغوبية الاجتماعية.   ولهذه الطريقة عدة مزايا منها ما يلي :
1)            أنها تقضي على عدم قدرة الشخص في التعبير عن اتجاهاته وأفكاره وسلوكه.
2)            تقضي على مقاومة الأفراد في التحدث عن أنفسهم بصراحة أو الاستجابة لعبارات المقاييس.فهي لا تتأثر برغبة الشخص أو عدم رغبته في التحدث عن نفسه . كما أنها تقضي على التزييف في استجابات المفحوصين والناتجة عن الميل للمرغوبية الاجتماعية.
ومن بين من يمكن اختيارهم عند تقدير السلوك العدواني لدي الأطفال ، كل من الآباء والأقران والمعلمين ، ولكن يتميز المعلمون عن غيرهم في تقدير السلوك العدواني لعدة أسباب منها ما يلي :
1)            أن هؤلاء المعلمين والمعلمات وخاصة في المرحلة الابتدائية هم مدرسي فصول ولذا يتاح لهم فرصة كبيرة لملاحظة سلوك التلميذ عن قرب ولمدة طويلة يومياً ، كما أنهم في كثير من الأحيان يقضوا مع هؤلاء التلاميذ أكثر من عام دراسي.
2)            الخبرة الطويلة في مجال العمل المدرسي .
3)            تنظيم المدرسة لرحلات دورية يكون المدرسون مشرفين فيها على التلاميذ ومن ثم تتاح لهم الفرصة لملاحظة سلوكهم أثناء النشاط الحر.
أما بالنسبة لاستبعاد الوالدين ، والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ، والزملاء والإداريين في تقدير السلوك العدواني لدى الأطفال فإن ذلك يرجع إلى عدة أسباب هي:
1)            بالنسبة للوالدين : يعود عدم اللجوء لاختيار الوالدين لتقدير السلوك العدواني لدى أطفالهم إلى أن طبيعة القياس تتعلق بموضوع شائك بالنسبة لهم ولأطفالهم مما قد يعتبروه وصمة لهم - أن يكون أطفالهم عدوانيين - وهذا ما سيرفضه كثير منهم ، مما سيكون له أكبر الأثر في موضوعيتهم .
2)         منقول من موقعى على كنانة اون لاين
0 تصويتات / 141 قراءة
نشرت فى 7 يناير 2013 بواسطة hassanrzk

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 موقع بسمة امل العائلى

تطوير الوايلي للتربية الفكرية