العلاقة بين التوافق النفسي والعنف الأسري
العلاقة بين التوافق النفسي
والعنف الأسري
في دراسة للعلاقة بين التوافق النفسي والعنف الأسرى للدكتورة / سهام بدر الدين سعيد عامر مدرس علم نفس التربية الفنية بكلية التربية الفنية جامعة حلوان أوضحت النتائج أن العنف الجسدي أكثر أنماط العنف انتشارا، يليه العنف اللفظي، أما العنف العاطفي واالنفسى فهو خفي لا يظهره الأبناء بسهولة وكذلك الأقتصادى.
وذكرت الباحثة أن هناك علاقة عكسية بين العنف الأسرى والتوافق النفسي أي كلما زاد العنف انخفض التوافق والعكس صحيح ، وجاءت التعبيرات الفنية للأطفال معبرة عن العنف الجسدي بصورة واضحة عن الأنواع الأخرى من العنف الأسرى.
وتتجلى بدايات العنف الأسرى منذ بداية الخليقة، حيث عرفها الإنسان بين ابني آدم قابيل وهابيل حيث اعتدى قابيل على أخيه هابيل وقتله ،وقال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31(
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31(
( سورة المائدة 27 -31)
ونرى من الآيات الكريمة العنف والعدوان بين الأخوة، حيث أصبح العنف من السمات الأساسية للإنسان، وجزءاً من نسيجه النفسي الذي يستخدمه في بعض الأحيان لمقاومة الهجوم عليه، وفى أحيان أخرى لإساءة معاملة المحيطين بنا. وهذا النوع الأخير هو العنف الأسرى من الآباء تجاه الأبناء.
ففي الأونه الأخيرة ظهرت كل أشكال العنف في المجتمعات العالمية والعربية بصورة مفزعة، مما يمكن اعتبارها ظاهرة جديرة بالبحث والتحليل للتعرف على الأسباب وطرق العلاج بما لا يؤثر على نفسية الأبناء، ويساعدهم على التكيف والتوافق النفسي مع البيئة المحيطة بهم.
العنف وأبعاده
فظاهرة العنف لها العديد من الأبعاد منها النفسي، والأقتصادى، والسياسي ، حيث يتم من خلالها استخدام كل أشكال القوة لإلحاق الأذى بالآخرين. فانتشار الحروب وأشكال العنف في السينما والتليفزيون، وسرعة انتقال هذه المؤثرات عبر القنوات الفضائية والنت أدى إلى رؤية هذه الأنماط المختلفة للعنف وتخزينها واستدعاها عند وجود موقف يستخدم فيه العنف بكل صوره.
تعريف العنف
وقد عرف العلماء العنف أنه” سلوك مشوب بالقسوة والعدوان والقهر والإكراه، وهو عادة سلوك بعيد عن التحضر والتمدن وتستثار فيه الدوافع والطاقات العدوانية، ويمكن أن يكون العنف فردياً يصدر من فرد واحد تجاه جماعة، أو جماعياً عن طريق هيئة أو مؤسسة تجاه جماعات كبيرة
ومع شيوع العولمة وتلاشى الحدود بين الدول أصبح في إمكاننا أن نلمس معاني وصور العنف بكل أشكاله، حيث فرضه الإنسان على نفسه من أجل السلطة المطلقة والتحكم في كل شيء، وفرض السيطرة على ثروات الدول وتجاوز حدود المكان والزمان والصراع على أشياء ليست من حقنا.مما أدى إلى ظهور صور مختلفة للعنف بين الدول ، وبين الأشخاص وبعضهم ،وبين أفراد المجتمع الواحد، وبين أفراد الأسرة الواحدة.
وتكسب العولمة على الجريمة والعنف الصفة العالمية، وذلك لتطور أشكال العنف حيث شمل تهريب المخدرات وعمليات غسيل الأموال مما ساعد على استعمال وسائل القوة المختلفة .
عناصر العنف
وقد حاول علماء النفس تفسير ظاهرة العنف من الناحية النفسية وأوضحوا أنها مركبة من ثلاث عناصر متصلة ومترابطة
وهى: العنصر الأول ويتصل بعالم الأفكار
والعنصر الثانى يتصل بالبيئة الاجتماعية التي يتولد فيها العنف
والعنصر الثالث يتصل بالنشاط السلوكي للظاهرة.
فعالم الأفكار هو العنصر الخفي لكنه الأكثر جوهرية في معرفة المنطق الداخلي لظاهرة العنف، فالأفكار هي التي تقوم بدور تشكيل المسوغات، وبناء القناعات وإضفاء الشرعية على هذا النمط من السلوك.
ويمكن تعريف العنف بأنه ظاهرة فكرية تعبر عن نفسها في نشاط سلوكي يتصف باستخدام وسائل القوة وهذه تصبح المظهر الخارجي للظاهرة، في حين تصبح الأفكار هي المعبرة عن المظهر الداخلي للظاهرة والبيئة الاجتماعية بحسب طبيعتها ومكوناتها وهى التي تسهم في توليد البواعث والمحرضات الحسية وخلق الانطباعات والصور الذهنية المحركة لذلك النمط من السلوك
فالعنف هو فعل مادي أو معنوي يقوم به بعض الأشخاص تجاه آخرين بقصد الإيذاء وإلحاق الضرر بهم والمعاناة، والحرمان النفسي والعاطفي من العيش في سلام بدون خوف.وهذا الفعل يقوم به الطرف القوى ضد الطرف الضعيف بهدف فرض السيطرة وإنزال الأذى والعدوان بالطرف الضعيف. فالعنف هو أسوءا صور العدوان وأكثرها تطرفاً.
مجالات العنف
توجد مجالات متعددة للعنف منها العنف الشخصي، والعنف الأسرى، والعنف الأقتصادى، والعنف المدرسي، والعنف الأجتماعى. وله مظاهر متعددة منها اللفظي، الجسدي، الجنسي، النفسي. وما يهمنا من أنواع العنف هو العنف الأسرى الذي يمارسه أحد الزوجين على الآخر وعلى الأبناء وطرق تعبير الأطفال عن هذا العنف.
ويقصد بالعنف ضد الأطفال كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية عن طريق استخدام القوة .
العنف الأسرى هو من اخطر الظواهر الاجتماعية في المجتمعات العربية والعالمية لذلك يجب إيجاد بعض الحلول المناسبة لهذه الظاهرة للحد من الاضطرابات السلوكية وعدم التوافق النفسي للطفل وللأسرة بصفة عامة.
” ويشكل العنف الأسرى خطورة كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، فهو من جهة يصيب الخلية الأولى في المجتمع بالخلل، ومن جهة أخرى يساعد على إعادة إنتاج أنماط السلوك ، والعلاقات غير السوية بين أفراد الأسرة الواحدة،
للمتابعة
موقع بسمة امل العائلى
http://www.basmetaml.com/ar/page/1157
إرسال تعليق